كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



ما أعطاه الله لنبيه وكيف يجوز ذلك وهو عليه السلام قد منع زيدا أن يمس صنما وما مسه هو قبل نبوته؟ فكيف يرضى أن يذبح للصنم؟ هذا محال.
الثاني: أن يكون ذبح لله واتفق ذلك عند صنم كانوا يذبحون عنده.
قلت: هذا حسن فإنما الأعمال بالنية.
أما زيد فأخذ بالظاهر وكان الباطن لله وربما سكت النبي-صلى الله عليه وسلم- عن الإفصاح خوف الشر فإنا مع علمنا بكراهيته للأوثان نعلم أيضا أنه ما كان قبل النبوة مجاهرا بذمها بين قريش ولا معلنا بمقتها قبل المبعث.
والظاهر أن زيدا-رحمه الله- توفي قبل المبعث فقد نقل ابن إسحاق (1) أن ورقة بن نوفل رثاه بأبيات وهي:
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما ... تجنبت تنورا من النار حاميا
بدينك ربا ليس رب كمثله ... وتركك أوثان الطواغي كما هيا (2)
وإدراكك الدين الذي قد طلبته ... ولم تك عن توحيد ربك ساهيا
فأصبحت في دار كريم مقامها ... تعلل فيها بالكرامة لاهيا (3)
وقد تدرك الإنسان رحمة ربه ... ولو كان تحت الأرض سبعين واديا
نعم وعد عروة سعيد بن زيد في البدريين فقال:
قدم من الشام بعد بدر فكلم رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فضرب له بسهمه وأجره (4) .
وكذلك قال موسى بن
__________
(1) انظر ابن هشام 1 / 232 وجمهرة نسب قريش ص 418 للزبير بن بكار.
(2) في الأصل " رب " والتصويب من " سيرة ابن هشام ".
(3) بعد هذا البيت بيت خامس عند ابن هشام هو: تلاقي خليل الله فيها ولم تكن * من الناس جبارا إلى النار هاويا وانظر " تهذيب ابن عساكر " 6 / 32 و" البداية " لابن كثير 2 / 238.
(4) أخرجه الحاكم 3 / 438 والطبراني (338) و(339) وابن عبد البر في " الاستيعاب " 4 / 187 وابن سعد 3 / 1 / 279 والحافظ في " الإصابة " 4 / 188.